جرو: مجرد توجس خيفة...لكي ينسحب "إنجاز كرة القدم على باقي الرياضات



بقلم: محمد جرو إطار رياضي وطني،ومدير إقليمي سابق لوزارة الشباب والرياضة 


أولا وأخيرا هنيئا لكل الأندية والفرق الوطنية،وبكل مكوناتها على مواصلتها الحثيثة من أجل رياضة وطنية مؤثرة داخليا وخارجيا..

لعله من نافلة القول التأكيد على أن جامعة كرة القدم "حققت"نسبة مهمة من اكسب رهاناتها،على الرغم مثلا من كوننا ،أطرا رياضية وطنية ،لم نقتنع أكثر مقارنة بدول إفريقية أخرى ،ودرس السينغال أفضل عرض..

لكني شخصيا أتوجس خيفة من كون كل هذا ،وانطلاقا من تجربة أفول أم الرياضات ،ألعاب القوى،التي غاب عداؤوها عن مضامير وحلبات عالمية على وجه التحديد،ففي الوقت الذي ،أغدقت عليها أموال طائلة مع مجيء ،أحيزون،حتى أنها كانت توصف بخزانة أموال بدل خزان للطاقات والكفاءات ،وبالتالي للأرقام...لاأستسيغ كون الإسم العالمي المكتوب بمداد الذهب ،سعيد عويطة نموذج فقط،أن يكون "بعيدا"عن المساهمة الحقيقية لإعداد أجيال من الممارسين،ومشاريع أبطال،عضوية مؤسسة محمد السادس الأبطال الرياضيين ،شيء قليل مما تستحق هذه الهامة ،وقد ينسحب ذلك على باقي الأبطال ،ونذهب بعيدا ونشير لمختلف الرياضات الأخرى...

وإذا عدنا للعبة الشعبية ،وهي كرة القدم ،فوصولنا "بالنية"وبصياح "سير سير سير "للمربع الذهبي في مونديال القرن بقطر ،وإنجازات الفوت صال،وقصار القامة ،ونون النسوة،غير كافي بالنسبة لي ،ولكثيرين مثلي من أطر رياضية منتمية سابقا لوزارة الشباب والرياضة الموؤودة من قاموس حكومة أخنوش ،والمنقلة قسرا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،وتلك وضعية أخرى مرتبطة بضرورة إعادة الإعتبار لها وتسوية وضعياتها لتوضع الرياضة القاعدية وذات المستوى العالي لسابق عهدها ،في التكوين والتأطير بمختلف الأندية والفرق ،وفي كل الأصناف الرياضية...

كسبت جامعة كرة القدم رهانات المنتخبات الوطنية في المنافسات القارية الدولية، إلى حد كبير، لكن الرهان الأكبر المتبقي هو المنافسات المحلية، والأجهزة المسيرة لها،إعمالا بروح الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية بالصخيرات يومي24 و25 اكتوبر 2008,والإستراتيجية الوطنية للرياضة التي انتهت سنة 2020 ،والرسالة الملكية للاتحاد الإفريقي  ففي مقدمة ذلك العصبة الاحترافية،

المنافسات في شكلها الحالي، يصعب أن تعطينا لاعبين قادرين على اللعب في مستوى عال، بحكم طريقة برمجتها وتسييرها، في ظل كثرة التوقفات، وقلة عدد المباريات، التي يخوضها لاعب في الموسم الكروي.

وحاولت العصبة الاحترافية الاجتهاد في ما يتعلق بالبرمجة، لكن المشكل هو في التسيير لهذه البطولة وسبل تطويرها، وليست برمجتها فقط.

إذ أن عدد الأندية، خصوصا الأولى، لا يتناسب مع شساعة البلاد وعدد السكان وخصوصياتهم، كما أن المنافستين المتوفرتين حاليا (البطولة وكأس العرش) لا تتيحان للاعب فرصا أكبر لخوض الحد الأدنى من المباريات، ما يؤثر بالطبع على تنافسيته ومؤهلاته وقدراته،وهناتطرح مشكلة :لاعب النادي ولاعب المنتخب...

فقلة المباريات والمنافسات وكثرة التوقفات، لا يمكن ان تعطي إلا ما نراه في ملاعبنا ،سمته هشاشة وضعف فردي وجماعي.

وتأكد هذا المعطى اليوم بفعل اتساع فارق المستوى والجاهزية بين الأندية،إذ هناك فرق بين الأندية التي تلعب منافسات قارية وعالمية والمحلي ، التي تلعب مباريات كثيرة، وبين الأندية التي تشارك في البطولة الوطنية فقط، بسبب التوقفات وقلة المباريات،لايمكن المراهنة على شيء ...

إضافة لكون إجراء كأس العرش بنظام خروج المغلوب في مباريات فاصلة، نظام لن يعطي نتيجة، لذلك يجب إعادة تغييره،لأنه قلل عدد المباريات، والمطلوب زيادة عدد المباريات.

وينسحب هذا الوضع أيضا على مختلف الفئات، التي يفترض أن يخوض فيها اللاعبون أكبر عدد ممكن من المباريات،خاصة الصغرى ..

لهذا، فالمنافسات الوطنية تحتاج جرأة أكبر، وابتكارا أنجع، لخلق منافسات جديدة، وتطوير المنافسات الحالية، لرفع مستوى اللاعبين، ومعه المستوى العام من جهة،وربط ذلك بعدالة مالية ،بالجهات وعلى مستوى كل الرياضات .فمتى تسمع الجهات المعنية لصرخات الأطر الرياضية المنقلة قسرا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،وتعيدها لمجالها بإصدار قرارات وزارية بمهام واضحة ،وقبله تمكينها من تحفيزاتها المكتسبة ،خلال انتمائها لوزارة الرياضة ،أو العمل على ترسيم هيكل تنظيمي خاص بالرياضة ،مثل دول المعمور ،ونحن على مرمى حجر من الظفر بتنظيم كأس إفريقيا ،وعلى بعد سنوات من تنظيم دولي مشترك لأكبر تظاهرة عالمية في الكرة المستديرة ،فدون الأطر الرياضية لايمكن أن نربح الرهانات بالطموح المنشود،وقد أبانت التجربة ،السابقة ونحن ننظم تظاهرات عالمية بوطننا،مدى بلاء وإبداع ونجاح هذه الأطر الرياضية الوطنية ،التي كانت قطب الرحا في تبوأ المغرب مكانة مرموقة بين دول المعمور..!؟

 

طانطان 24