سجلماسة ..تافلالت ..ليست عبورا ..بل شخوصا وتواريخ..في الحاجة إلى تنزيل أفكار تنموية وترجمتها إلى مشاريع..



محمد جرو/متحدر من درعة  تافلالت الغراء

زراعات ونبتات ممكنة

بدء بهذه المقدمة، ليس تحيزا ولا شوفينية ,بل هو نبش في تواريخ وشخوصا من هذه المنطقة الشرقية الغراء التي اعتز وأفتخر بالتحدر منها ،وأردت المساهمة في إماطة اللثام واستفزاز عقول لانتاج أفكار، يبدو لي أنها لم تنل حظها من البحث أو لأي سبب من الأسباب الموضوعية والذاتية،أبت أن تترجمها واقعيا...

فإذا كان الخالق تعالى،صاحب الحقيقة المطلقة،بدأ الكون عبر فكرة،وأعطاها وقتا للإنضاج ،وبالتدرج بدأ في أولويات ليصل لعصب الرحا وهو البشر،فلم لاننهل من هذا المعين ،وقد بوأنا كل الإمكانيات وسخر لنا كل شيء لتعمير الأرض ،وأرض تافلالت ،سجلماسة ،درعة ...بمكوناتها البشرية وخيراتها ،وهو العنصر الجوهري،الإنسان قادر على الإستقرار ومحو مصطلح الهجرة بأنواعها ،لإعمار وتنمية مناطق أخرى داخل وخارج الوطن...تتمتع جهة درعة تافلالت بموقع جغرافي حدودي مهم على الضفة الشرقية للمغرب، وبمناخ صحراوي شبه قاحل، كما أن الجهة تُعد من المناطق الفلاحية الواعدة تتمثل في مساحة صالحة للزراعة تقدر بـ 241 ألف هكتار (64% منها مسقية)، وهي رائدة في إنتاج التمور والزيتون والتفاح والورد العطري بالإضافة إلى السياحة السنمائية والصحراوية والسياحة الطبية الطبيعية، و يبلغ عدد سكان جهة درعة تافيلالت 1.536.800 نسمة (حسب إحصاء 2014)، ويمثل سكانها حوالي 5% من سكان المملكة المغربية، ويبلغ معدل الكثافة السكانية في كل كيلومتر مربع 12.37 نسمة / كلم².

وتحدها خمس جهات مع شريط طويل من الحدود المغربية الجزائرية شرقا .مدينة الرشيدية "قصر السوق" سابقا ، عاصمة إقليم الرشيدية المترامي على مساحة كبيرة و هو ثالث أكبر أقاليم المغرب ، اقليم الرشيدية هو عاصمة جهة درعة تافيلالت ، وأكبر اقاليم الجهة ، بلغ عدد سكانه 418.451 نسمة (حسب إحصاء سنة 2014).


وإذا كان رئيس الدولة ،ملك البلاد ومنذ مطلع سنة2011 الموسومة بهبوب نسائم الربيع الدموقراطي الشعبي ،وممثلته بالمغرب حركة20فبراير المجيدة،قد أكد في خطاب تاسع مارس من نفس السنة على مايلي:"ويظل هدفنا الأسمى إرساء دعائم جهوية مغربية، بكافة مناطق المملكة، وفي صدارتها أقاليم الصحراء المغربية. جهوية قائمة على حكامة جيدة، تكفل توزيعا منصفا وجديدا، ليس فقط للاختصاصات، وإنما أيضا للإمكانات بين المركز والجهات.


وإن إطلاقنا اليوم، لورش الإصلاح الدستوري، يعد خطوة أساسية، في مسار ترسيخ نموذجنا الديمقراطي التنموي المتميز، سنعمل على تعزيزها بمواصلة النهوض بالإصلاح الشامل، السياسي والاقتصادي والتنموي، والاجتماعي والثقافي ; في حرص على قيام كل المؤسسات والهيآت بالدور المنوط بها، على الوجه الأكمل، والتزام بالحكامة الجيدة، وبترسيخ العدالة الاجتماعية، وتعزيز مقومات المواطنة الكريمة.ذلك أننا لا نريد جهوية بسرعتين: جهات محظوظة، تتوفر على الموارد الكافية لتقدمها، وجهات محتاجة، تفتقر لشروط التنمية.

فإننا مسؤولون كلنا على التحرك والترافع من أجل منطقتنا وجهتنا بماأوتينا من آليات ومااكتسبنا من معارف ومعلومات ،خاصة في الجانب التنموي على مستوى الزراعة والفلاحة،ونملك كفاءات ذات صيت عالمي قدمت ومازالت خدمات لمناطق وجهات بالمغرب لعل أبرزها محيط العاصمة الرباط ،واتحدث عن تمارة الصخيرات مثلا...والمهندس الزراعي الدكتور موح رجدالي ،الذي تمكن ،بعد أن حاول الترشح بتافلالت ولم يفلح،ليسير واحدة من أكبر البلديات وغناها ولثلاث ولايات رئيسا لبلدية تمارة وبرلمانيا أيضا من العدالة والتنمية،بل أوصلت لائحته برلمانيين منهم ،أصغر برلمانية وهي إعتماد الزاهدي ،التي ربما تعلمون حكايتها ،وهي ليست موضوعنا على أية حال ،وأختلف طبعا ليس مع موح رجدالي ،ولكن مع هيئته السياسية ،إختلاف لم ولن يفسد للإنتماء لجهة درعة تافيلالت ودا...

وغير مستساغ أن نبقى حبيسي "الإحتجاج الصامت"والإنتقاد بمنطق "تغيير التغيير"وننساق وراء حروب صغيرة بيننا بجهة درعة تافيلالت ،خدمة لأجندات معروفة وغير معروفة،وشعور وإحساس نفسيين ضيقين هما دافعان من فقاعات الصابون الذي يتبخر في الهواء عندما يخبو...شخصيا وبنقد ذاتي ،وأثناء زيارتي الخاطفة مؤخرا،حز في نفسي أطلال قصر مزݣيدة والريصاني وماجاورهما على طول الطريق بين مسمى ساقية وهي الرشيدية،أطلقها على الأرجح بحسب روايات شفهية ،لأهالينا الراحل محمد الخامس في زيارة خاصة خمسينيات القرن الماضي ،فانفجرت مقلتي دموعا وحركتني مشاعر نوسطالجيا الإنتماء الذي لم يعد قيمة وسلوك،داخل الدرب والدوار/لݣصر ليمتد للمدينة ثم الجهة والأخطر للوطن،لذلك دفعت ثلة من أهلي للهجرة عابرة للحدود...وانا أتابع أحداث العالم،ومن زاوية تضامنية أيضا عابرة لأسوار الوطن ،مع شعوب فلسطين ،سوريا,اليمن،السودان...استفزني وشجعني في نفس الوقت ،فعل مهندس زراعي سوري ،لم تثنيه الحرب وآلامها ،ولا واقع بلاده المر،لتحريك المنطقة الرمادية من دماغه ،محاولا انتاج أفكار والنضال لتنزيلها من المجرد إلى الواقع..إليكم التفاصيل التي أرجو أن لاأكون ،مملا وثقيل عليكم بطرحها...

للمرة الأولى،وقد يكون فقط عنوانا صحفيا للإستهلاك،بالنظر لكون مثل هذه النباتات ،الزعفران الحر،أو كما سمي "ذهبا أحمرا"هناك،موجود بتازناخت وانتهى قبل مدة وجيزة ،"بهرجان الورود العطرية"بقلعة مݣونة،لاول مرة، "منطقة عربية تبدأ بزراعة الذهب الأحمر الذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه 5 آلاف دولار.

لجأ عدد من الأهالي والمهجرين في الشمال السوري إلى البحث عن زراعات بديلة توفر عليهم الجهد والتكاليف، وذلك بعد استيلاء ميليشيا أسد على أغلب المناطق الزراعية الخصبة، ليتوجهوا لزراعة النباتات العطرية وأزهار الزينة، من أجل تأمين لقمة عيش كريمة بدلاً من انتظار السلّة الغذائية التي يتم توزيعها بشكل متقطع".

بالنسبة إلينا قد يكون الأمر معروفا ،أو مستهلكا،إذ أتذكر جيدا ،وبحزن وألم شديدين ماخلفته الحشرة القرمزية ،بمناطق كثيرة بالمغرب ،أبرزها أيت باعمران بإقليم سيدي إيفني ،لاشجار الصبار(أكناري بلغة أهل البلد،أو الهندية،أو كرموس النصارى...) وقد رأينا كيف "هاجر"دلاح زاݣورة أقصى غربا نحو موريتانيا نتيجة ،عوامل أبرزها ذاتي حتى أغرقت في موجة عطش غير بعيد عن أطول نهر بالمغرب وادي درعة ياحسرة ،لن نخوض في أسباب أخرى تداخل فيها السياسي والثقافي والإجتمتعي ،لكننا يجب أن نحاول ونصبر ونناضل من أجل جني الثمار،لايعقل أننا لم نعد نجد ثمورنا بتافلالت وبثمن معقول ،بينما أشتريتها هنا بمراكش ،بل بطانطان بنفس الثمن ،على أن الاستراتيجية والبديل هو تحصين المنتوج المحلي وتثمينه وإعطائه قيمة مالية ،أكثر من منتوجات أخرى نستوردهالجهتنا...والأنكى هو أنك وأنت تتجه شرقا و غربا بين الرشيدية والريصاني أو وارزازات من أفردو ،تستهويك "فيرمات"أو ضيعات ،ضيعت لبن أهالينا ونخلهم وملوخيتهم وفولهم وخضرتهم ،لصالح بورجوازية نابتة في تربة غير تربتها،إستفادت من رياح الريع الذي عصف بمنتوجنا وتركه ونحن معه صفصفا صلدا.ولنعد للمهندس السوري وتجربته وإصراره ،عل وعسى "تحركنا"أنفتنا ولو بمنطق معين قد لاينسحب علينا جميعا ،"فلالي ولو طارت معزة"للإنتباه لماتبقى من مشترك إنساني ربما نستفيق ذات صباح ونجده قد وزع أشتاتا على "غرباء"عن منطقتنا وجهتنا..


"والزعفران نبتة فريدة من نوعها تدرّ آلاف الدولارات وتطلبها الشركات العالمية بحسب ما أفاد مهتمون بالشأن الزراعي، موضحين أن زراعة “الذهب الأحمر” عبارة عن مشروع تنموي صغير نسبة نجاحه مضمونة تماماً.


التجربة الأولى والصعوبات

وكانت التجربة الأولى في هذا المجال والتي انطلقت من مدينة بنش المحاذية لخطوط التماس مع ميليشيا الحرب شرق إدلب، هي لزراعة الزعفران على يد الأستاذ الجامعي أسامة سلات، الذي أضاف هذه الزراعة الوليدة إلى قائمة المزروعات في الشمال.


وعن بدايات فكرة زراعة الزعفران، قال سلات لموقع الكتروني “ظهرت فكرة زراعة الزعفران بسبب معاناة المزارعين من كساد الكثير من المحاصيل خصوصاً الصيفية، بسبب كثرة الزراعة وضعف التصريف، وكان لا بدّ من زراعات تضمن دخلاً مستقراً للمزارع وتزيد النشاط الاقتصادي للمنطقة”.


وأضاف: “فكرة زراعة الزعفران موجودة منذ زمن طويل، ولكن بسبب المعارك الأخيرة تأجلت، وبعد الاستقرار النسبي بالمنطقة ولله الحمد بحثنا عن البُصيلات ودرسنا جدوى المشروع، وبعد صعوبات استطعنا تأمين البُصيلات وزراعتها”.


أليس فينا بجهة درعة تافيلالت ،مثل هذا المواطن وهم كثر لإنتاج أفكار وترجمتها إلى مشاريع تنعكس بالإيجاب على الجميع ،أولهم فلاحون أصبحوا يتسولون ؟؟نواصل مع تجربة سوريا ،وقد تكون تجارب مماثلة أكيد لدى أكثركم ،


"ذكر أن الزعفران من النباتات العطرية الذي يدخل في الصناعات الدوائية والمنكهات، كما إنه يعتبر من أكثر التوابل غلاء في العالم إن لم يكن أغلاها على الإطلاق، إذ يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 5000 إلى 15000 دولار، كما إن الغرام الواحد يُباع بسعر قريب من سعر غرام الذهب في بعض دول المغرب العربي.


وعن موعد زراعة الزعفران والتربة المناسبةـ، أوضح المهندس الزراعي تيم العلي لموقع “أورينت نت” أن زراعة الزعفران تبدأ في بداية شهر أيلول/ سبتمبر وحتى منتصفه بحسب المناطق، ويفضّل أن تكون التربة رملية لا طينية”.


كما يفضّل وضع السماد العضوي بمتوسط 2.5 طن في الدونم، ويمكن الزيادة أو النقصان على حسب جودة التربة، بحسب العلي، الذي أشار إلى أن زراعة الزعفران زراعة مقتصدة للمياه، بحيث يُسقى عن طريق التنقيط مرتين في الأسبوع خلال الأشهر الدافئة ومرة واحدة خلال الأشهر الباردة”.


طريقة الزراعة

وشرح العلي طريقة الزراعة وتوزع البُصيلات موضحاً: “تكون على شكل منصات بعرض 1 متر وطول لا يتجاوز 50 متراً. والمسافة بين المنصات حوالي 40 سم من أجل السير عليها أثناء جني المحصول والأعمال الزراعية الأخرى، أما مساحة الأرض اللاّزمة لزراعة كيلو واحد من البُصيلات (حسب حجم البُصيلات) من 200 إلى 300 بُصيلة والمسافة بين البُصيلات حوالي 10 سم وعمق 8 سم”."


تعالوا إخوتي ،أحبتي،doucement ,mais sûrement إلى نقاش هادىء،وبأهداف واضحة متدرجة،بين المتوسطةوالطويلة الأمد ،من أجل تنمية مستدامة للجهة ،والمورد البشري موجود وجوهري في هذا المبتغى ،واليات التجميع ممكنة ،ومنها هذه "المنتديات"الوسائطية ومنها "الواتساپ"لبلورة كل الأفكار وتسطير برنامج أو ب امج عبر ندوات وأيام دراسية بديلة عن الرسمية المخدومة إن شإتم ،لان بعضها قد تكون مهمة ومفيدة ،إذا تعاملنا معها بمنطق مغاير للصور والفيديو هات للنشر وملء الصفحات والتزلف ،رغم أني أنزه كثيرا من الطاقات عن هذه السلوكيات ،التي يحاولون تسييدها مقابل تغييب ،قيم الأخلاق ونكران الذات والنضالية التي يتصف بها العصيون عن التطويع بمنطقة درعة تافيلالت ،الذين اعترفوا من معين درعة الذي لاينضب وتافلالت وتاريخها ،بمكوناتها المختلفة والمتعددة ،شكلت هوية واحدة في بوثقة موحدة .



طانطان 24