البيرو تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب



 أمرت الرئيسة دينا بولارت باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وذلك بعد سجن الرئيس المخلوع بيدرو كاستيو الموالي لجبهة البوليساريو الانفصالية.

متتبعون لهذه الملف اعتبروا أن الانفتاح الدبلوماسي للحكومة البيروفية الجديدة على المغرب، جاء بعد وصول الرئيسة الجديدة التي كانت تشغل منصب نائبة الرئيس المخلوع الذي أعاد في وقت سابق العلاقات مع جبهة البوليساريو، وهو ما خلق شرخا كبيرا داخل حكومته، وأدى إلى استقالة وزير الخارجية لاحقاً.

ويبرز هذا التطور مدى ارتباط ملف الصحراء المغربية بنوعية الأحزاب التي تصل إلى رئاسة البيرو، إن 

وكان الرئيس بيدرو كاستيو المخلوع قد أعاد الاعتراف بجمهورية الوهم بعدما كان وزير خارجية  البيرو ميغيل آنخيل رودريغيز ماكاي قد  سحبه، في منتصف شهر غشت من السنة الماضية، وصدر حينها بيان رسمي جاء فيه أن :" ان حكومة جمهورية البيرو، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء، تقدر وتحترم السلامة الإقليمية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، فضلاً عن خطة الحكم الذاتي لهذا النزاع الإقليمي، ووفقا للقانون الدولي، مع الاحترام الكامل لمبادئ السلامة الإقليمية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ودعما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي ودائم وتوافقي بشأن الجدل حول الصحراء المغربية.

ومباشرة بعد اتخاذ الرئيس بيدرو كوستيو القرار، قدم وزير الخارجية استقالته، رغم أن تعيينه في ذات المنصب يعود فقط إلى وقت قريب. ونشرت الصحافة في البيرو أن قرار الاستقالة جاء نتيجة الاختلاف الحاصل بين الرئيس ووزير الخارجية في ملفات دولية، وكان ملف الصحراء الملف الذي فجر الأمور.

وتعد البيرو من دول أمريكا اللاتينية التي غيرت موقفها من الصحراء المغربية مرات عديدة منذ الثمانينات. حيث سبق ان اعترفت ب "بوليساريو" كدولة سنة 1984 إبان رئاسة فيرناندو بلاوندي، ثم جمد الرئيس ألبيرتو فوجيموري هذا الاعتراف سنة 1996، وحدث الاعتراف مجددا مع الرئيس الحالي بيدرو كاستيو خلال سبتمبر 2021، وجرى تجميد الاعتراف مجددا مع الرئيس نفسه خلال شهر غشت الماضي، وتعود البيرو بعد شهر إلى الاعتراف ب "بوليساريو" كدولة، قبل ان تصحح الرئيسة الجديدة دينا بولارت واعيد العلاقات الديبلوماسية مع المملكة المغربية وبالتالي الاعتراف بمغربية الصحراء.

وتعد قضية النزاع حول الصحراء المغربية ضمن الملفات التي تشهد تغيرا في دول أمريكا اللاتينية بسبب التغيرات الحاصلة في نوعية الأحزاب التي تصل إلى السلطة، فعندما يصل اليسار يعترف بالجبهة الانفصالية كدولة، وعندما يفوز اليمين يقدم على تجميد الاعتراف باستثناء المكسيك التي منذ اعترافها في الثمانينات لم تسحبه أو تجمده.



 

0/Post a Comment/Comments