يا كاتب التاريخ بأقدام الرجال لا تغلق الصفحات فقد سُطِّرت ملحمة تاريخية جديدة بأحرف من ذهب

 



" نحن فخورون جدا " لأن التاريخ هنا لم يُــــــــــكتب بالأقلام بل كتب بأقدام رجال اجتهدوا وآمنوا بأن المستحيل ليس مغربيا وأن الحلم حق مشروع للجميع، ويتأهل للربع النهائي في تاريخ كأس العالم كأول منتخب عربي يفعلها وجاء ذلك بعد أن التهمت أسود الأطلس الماتادور الاسباني في حدث شد أنفاس كل عشاق المستديرة المجنونة وحتى من لا تستهويه كرة القدم وجد نفسه بانتمائه العربي او الأمازيغي أو المغربي مشجعا للأسود.

ففي مباراة أجريت على أرضية استاد المدينة التعليمية دخل المنتخب الوطني بغية كتابة إنجاز لم يكتب من قبل،ولأن ثيران لاروخا ليسوا باللقمة السائغة حيث استهلت المباراة باستحواذ واضح لرفقاء بوسكيتس في دقائقها الأولى فقد انتهج المنتخب الوطني نهجا دفاعيا محكما معتمدا على الهجمات المرتدة، عن طريق كل زياش وبوفال،وعرفت المباراة أول تهديد للأسود عند الدقيقة العاشرة،عبر ضربة خطأ تحصل عليها بوفال وقام بتنفيذها أشرف حكيمي بيد أنها لم تعرف طريقها للمرمى.

وباستثناء بضع فرص هجومية قليلة، أبرزها انفراد أسينسيو بالحارس بونو وتسديدة لكرة حاذت المرمى فاستحواذ منتخب لاروخا ظل استحواذا سلبيا دون أي فعالية هجومية،بل كاد المزراوي أن يسجل أول أهداف اللقاء بعد تسديدة مباغتة لمرمى الإسبان ليتصدى لها الحارس سيمون بنجاح،ومن جهته أضاع اكراد أيضا فرصة التسجيل لصالح المنتخب الوطني بعد تلقيه كرة ممتازة من بوفال لتجانب رأسيته المرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي لكلا الفريقين.

الشوط الثاني من اللقاء لم يختلف عن نظيره الأول إذ عرف كذلك سيطرة المنتخب الإسباني واستحواذه على الكرة، لكن ندية المنتخب المغريي وغلقه للمساحات وصلابة دفاعه حالت دون وصول منتخب لاروخا إلى مرمى ياسين بونو ليحتكم الطرفين للأشواط الإضافية بعد انتهاء الشوط الثاني أيضا بالتعادل الأبيض.

أولى الأشواط الإضافية لم تختلف عن سابقاتها حيث واصل الإسبان ضغطهم للوصول إلى المرمى غير أن استماتة المنتخب المغربي أحبط تلك المحاولات، وكان وليد شرارة أقرب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف الخلاص بعد تمريرة رائعة من عز الدين أوناحي لكن قلة التركيز جعلته يخطئ الشباك.

خلال الشوط الثاني استمرت صلابة رفقاء زياش رغم ظهور بوادر الإعياء لديهم ليحتكم الطرفان لضربات الجزاء.

ولأن لكل حكاية بطل فياسين بونو كان هو بطل حكاية ضربات الترجيح كيف لا وهو من قام بتصد رائع لركلتي كل من سيرجيو بوسكيتس وكارلوس سولير بينما تكفل القائم عنه بصد ركلة بابلو ساريبيا، لينتهي اللقاء بانتصار المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل لاشيء من توقيع كل من الصابيري وزياش وحكيمي من خلال ركلات الترجيح.

وعقب نهاية المقابلة جاءت تصريحات الناخب الوطني إذ قال: “أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة، تكتيكياً التزم اللاعبون بالخطة، لم يستسلموا. قلت لهم إننا سنتعب، لقد دخلوا التاريخ. وضعت لهم في رأسهم فكرة أنه يجب أن يكونوا طموحين”

وتابع: “الأهم كان أن نظهر وجها جيدا، في ركلات الترجيح يوجد الحظ، لدينا حارس كبير، بين الأفضل في العالم، قادر على وضعنا في ربع النهائي، اللاعبون مستعدون للموت من أجل بلدهم، نحن طموحون وسنقدم كل شيء”.

من جهته قال الحارس المتألق ياسين بونو:

“المغرب لن تنام الليلة من الفرح، والحمد لله، إن شاء الله نتقدم ونفرحهم أكثر،” متابعا في المرمى لابد من التركيز وحمدا لله تيسرت”.

أما سوفيان بوفال فقد أعرب عن فرحته بقوله

“هذا جنوني، لقد كتبنا التاريخ للتو. المشاعر التي عشناها لا تصدق. أشكر كل الجماهير المغربية في العالم لدعمهم. هذا النصر يعود إلى كل الشعب المغربي العربي والمسلم”.

وعن وليد شرارة قال: “حلم كبير جداً. نحن سعداء جداً بالنسبة إلينا وكامل الشعب المغربي. سنصنع التاريخ ونريد أن نمضي قدماً والذهاب بعيداً”.

ومن جانبه قال “عبد الحميد صابيري: “لا يمكنني وصف الفرحة. الحمد لله حققنا فوزاً تاريخياً أمام منتخب كبير هو إسبانيا. كل اللاعبين كانوا رجالاً وقدمنا مباراة كبيرة أشكر المدرب وهو مدرب كبير ويرفع من معنوياتنا ويمنحنا توجيهات رائعة وبالنسبة للاعبين قمنا بكل شيء. أنا فخور جداً”.

وقد أشاد المهدي بنعطية قلب دفاع المنتخب المغربي سابقا بما حققه رفقاء أشرف حكيمي وصرح: “احترموا الخطة رغم معرفتهم باستحواذ إسبانيا، لعبوا بقلبهم وقاتلوا. سنحت لنا فرص صريحة لم نستغلها، لم نرتجف. لدينا حارس كبير، ما قاموا به بطولي”.

وبهذا الإنجاز يمشي المنتخب المغربي نحو ربع النهائي بخطوات ثابتة لملاقاة رفقاء كريستيانو رونالدو وللحديث بقية.

طانطان 24