اقدمت مؤسسات التعليم الخصوصي بمدينة طانطان منذ أواخر شهر شتنبر الماضي على اعتماد التوقيت المستمر بالنسبة للمستوى الابتدائي مما آثار غضب اباء و أولياء التلاميذ الذين أخذوا على حين غرة بهذا القرار بعدما أدوا واجباتهم المالية اتجاه المؤسسات التعليمية .
وفي خضم هذا الجو المشحون، استمر الجدل قائما بين الطرفين الأساسيين، فالمؤسسات التعليمية الخصوصية تعتبر اعتمادها التوقيت المستمر اجراءا عاديا تفرضه مصلحة المتعلمين من أجل تحصيل معرفي امثل وتخصيص وقت فراغ اطول لهم ، في حين أن آباء وأولياء التلاميذ يعتبرون أن الجانب المعرفي هو آخر مايفكر فيه أرباب المدارس الخصوصية ، وأن القرار وراءه اعتبارات ربحية محضة تتجلى في تقليص التكاليف المخصصة لكازوال سيارات النقل المدرسي. وعلى اثر شكايات تقدم بها بعض الآباء والاولياء، اصدرت المديرية الاقليمية للتربية والتعليم بطانطان مذكرة يوم 3 أكتوبر 2022 طالبت فيها المؤسسات التعليمية المعنية بالتوقف الفوري عن اعتماد التوقيت المستمر، وإرسال استبيانات لاولياء امور المتمدرسين لمعرفة اراءهم في الموضوع، على أن يتم الابقاء على التوقيت المستمر إذا بلغت النسبة %90 لصالح اعتماده . لكن المفاجأة أن الموسسات التعليمية لم توقف العمل بالتوقيت المستمر لحد الساعة، كما أن الاستبيانات المعباة من طرف الآباء والاولياء لا يعرف مصيرها.
والسؤال الذي يطرحه أغلب المتتبعين للجدل القاءم حول الموضوع لماذا هذا التماطل في تعامل المديرية الإقليمية للتعليم مع المشكل؟ وما مدى احترام مؤسسات التعليم الخصوصي لقراراتها ومذكراتها؟ وما موقع آباء التلاميذ واولياءهم من الموضوع خصوصا ان الوزارة الوصية تطالب جميع الفاعلين باعتماد المقاربة التشاركية في تدبير مشاكل القطاع التعليمي والتربوي. ؟ و يؤكد الاولياء المتضررون من تطبيق التوقيت المستمر على مواصلة احتجاجهم بلا هوادة إلى حين اعتماد التوقيت العادي الذي يستجيب لالتزاماتهم المهنية والحياتية مع احتفاظهم بحقهم في التصعيد ولو برفع المشكل أمام انظار القضاء الإداري للبث فيه .
