رسالة مشفرة إلى فاسدي طانطان

 


بقلم: ذ عالي لحمر

وانا أمشي كالعادة نواحي عشقي الابدي مدينة طانطان بين دروبها أحياءها شوارعها ازقتها القديمة والحديثة ربما بعض الأحيان أكن شارد البال لسماعي لآيات بينات من القرآن لحديث لأخبار برامج إذاعية او بعض الموسيقى بواسطة هاتفي النقال قد امر بجانب مباني سكنية اقتصادية تجارية مقاهي مؤسسات دولة مساجد مقابر دون أن انتبه إليها او انتبه إلى ما يجري فيها او حولها

إذن أمري غريب جدا للغاية لان لي هدف وحيد وهو السير ثم السير إلى الأمام وعدم الرجوع ولو خطوة واحدة إلى الوراء لأنني اقتنعت بأنها سنة الحياة فالانسان عندما يخرج إلى هذا العالم فهو دائما في خط تصاعدي له نهاية اما ان يكون في قمة العطاء وإما أن ينحدر إلى الأسفل اي أن عمرنا يتقدم ولا يمكننا أن ننقص منه مقدار تنفس واحد أضف الى كذلك اننا اتينا إلى هذه الدنيا بدون اي قوة و اي زاد ليست لنا أي مؤاخذات قد نحاسب عليها لكننا خلال حياتنا القصيرة قد نكون صالحين او فاسدين وليس لنا خيار ثالث ونهايتنا الحتمية الموت التي يتساوى فيها الجميع والتي وعدنا الله ام الجنة او النار اللتين هما ابديتين

عودة إلى سياق عنوان موضوعي والذي يتمثل في أن بعض محسني دول الخليج العربية تكفل ببناء مسجد الوفاق بحي الصحراء بالقرب من مدرسة درب السلطان بمحاداة مع التجزئة التي تحتوي على بقع أرضية لها مساحة كبيرة ربما ستقام عليها فيلات والتي هي محل نقاشات ساخنة سواء من طرف الساكنة ولجنة التفتيش التي زارت المدينة وتم خلالها النبش في ملفات الفساد التي تعرفها المدينة

إذن في طانطان لوبي الفساد والذي يعرف توسعا غير مسبوقا في قاعدته همه الوحيد هو الاستيلاء على الاراضي والاستثمار في العقار سرقت الميزانيات البحث عن الصفقات الوهمية المتاجرة في الوظائف بطائق الانعاش بتحالف مع رموز السلطة الفاسدين وبعض المواطنين التابعين لهم موظفون او غير موظفون ومقاولون غالبيتهم يعملون لصالح منتخبين او رجال أعمال لكي يبعدوا الشبهة عنهم

المفارقة إذن غريبة فلدينا منتخبون أعيان مقاولون وبعض المواطنين الاتباع يسرقون المدينة ليل نهار تحت أنظار السلطة المحلية الأجهزة الأمنية والمواطنين ولا احد يحرك ساكنا وكأنهم متحالفون فيما بينهم او انهم باعوا ضمائرهم أن كانت فعلا لديهم ضمائر 

وبالمقابل هناك اناس غرباء عن المدينة بل على دولتنا يقومون بتشييد مصانع مساجد وأنشطة موازية من أجل امتصاص البطالة والفقر خصوصا في هذه المدينة التي تعرف نشاطا منظما فاسد همه الوحيد استنزافها وتركيع واستعباد ساكنتها

ولكن لن نسكت ولن نسمح لهم بتمرير مخططاتهم الجهنمية ما دمنا أحياء وذلك بالطبع بمساعدة ومؤازة من لهم غيرة وحرقة على " ام المدائن " طانطان

واخيرا فالتاريخ لا يرحم


             





طانطان 24