بيروكي: ذاكرة "امجاد أطر الشباب' تذهب الى دواخلنا قولا بالقيمة في زمن الذهول والانهيار



 بقلم:بيروكي مصطفى 

ذاكرة "امجاد أطر الشباب' تذهب الى دواخلنا قولا بالقيمة في زمن الذهول والانهيار

انها الذكريات بصورة قديمة تَعود مهما حاولنا إخفائها وهي ما يُشكّل حاضرنا ومُستقبلنا، وهي إمّا تقوّي الإنسان وتدفعه نحو الأمام وإما تُحبطه وتجعله عالق في الماضي، فتختلف ردود أفعالنا وتصرّفاتنا بحسب الذكريات، فمنّا من يلغي الذكريات ومنّا من يحتفظ بها في قلبه ذكرياتنا إمّا لهيب يشتعل بالنفس نتمنى خموده أو إطفاءه، وإمّا نور نستضيء به في القادم من أيامنا، وإما زلزال يُحطّم نفوسنا ولا نستريح معه.رحلوا ولم يتركوا لنا سوى بقايا ماضي، عطر لا ينسى، صوت نتمناه، حضن نفتقده، حب يكبر ويقتل، صور صامتة، شوق لا يبرد، دموع لا تجف، ألم لا ينتهي، منزل خالٍ مليء بالذكريات، وثياب معلقة تقتلنا بين الحين والآخر

في ظرف لايقل اربع سنوات رحلوا عنا خمسة من رجالات التربية والتكوين  بدون وداع من طانطان الحبيبة وفي غفلة من امرنا 

الحجاري عبد الرحمان الساعد السعيد  في دنياه وحتى أخر لحظة من حياته  بشوشا طيبا خالقا لمن حوله السعادة والهناء في حقل الطفولة والشباب ليترك وراءه من عاشره في مرحلة السبعينات بهذه المدينة المعطاءة 

عبد المجيد الريحاني المتسامح الطيب البشوش من مدينة الرباط وسلا في جسده روح المعاني للكلمة الطيبة  فجعل من طانطان وجهته ومستقره لتربية الناشئة على التربية وفكر الكبار من دار الشباب مرورا بالاندية النسوية وصولا الى منصب المسؤولية وكأن لسان حاله يقول كفيت ووفيت وفي مستقري عبور الى المولى عز وجل تاركا وراءه من وضع لبنة التربية والطفولة والشباب والشهامة والبسالة وحسن الخلق والهبة التي يمنحها الله لعباده الصالحين الاخيار المرحوم ادريس خنوشي مستمرا على درب العمل كجسد رجل شامخ بقلب طفل بشمعة تنير ضياء المدينة حاملا بين كتفه هم المؤسسات بمكوانتها البشرية مناضلا مواضبا  لاجل الوطن بصفة عامة وطانطان بابناءها بصفة خاصة مجسدا مطبقا لنشيد (هتوا ايدكم للاتحاد وكونوا ياخوان خير الشباب)   

مخلفا وراءه زميله وصديقه في العمل الذي كان سندا له في الادارة والتسيير محمود موحامد رحمة الله  عليه الطيب الذكر في عامة الناس بحكمته التي اتسم بها طول حياته رغم المرض وغدر الصحة التي ارغمته على الابتعاد مع مواصلة المشوار  والسؤال عن رفاق الدرب  وعن الجميع صغارا وكبارا وأولهم الطيب الامين سيدي  محمد الخير الذي كنا نسنشق منه ماتبقى من سيرة العظماء في ذكراهم رحل عنا في صمت فارقنا محمد الخير و جسده حب العمل، والاخلاص، والتفاني، بعد رحلة طويلة من العمل الشاق المتعب ممزوجا بإنحازات لاحصر لها ، هي قصة ينبغي ان يتعلم منها الشباب حب العمل والاجتهاد، والصبر، فلا نجاح من دون هذه الامور

أكتب ما شئت يا قلمي، أكتب ما شئت من الحروف، أكتب ما شئت من الكلمات، أكتب ما شئت من الجمل، أكتب حزنا، ألما، سحابة الموت جاءت على عجل فأخذتكم  في شوق إلى لقياكم  تركتم في وجنتي دموعا تسيل، وفي قلبي جرحا غير ملتئم، ما إن أتاني الحزن يخبرني، حتى سكتت ولم أقدر على الكلام، غادرتم إلى دار الخلد وسيبقى ذكركم بيننا، لن ننسى ما تعلمناه منكم من أدب وعلم، فخيال وجهكم لا يفارقني دائما، كنت بين الناس رافعا رأسي  بابتسامتكم، وحسن خلقكم، وفي ساحة التربية والشباب والطفولة والرياضة والمخيمات أساتذة متمكنين 

خلفتم في الدنيا بياناً خالداً وتركتم أجيالاً من الأبناء وغداً سيذكركم الزمان لم يزل للدهر إنصاف وحسن جزاء فارحم يا الله من زينته بالحسن والبشاشة، وزاد عن غيره باللطف من الشيم، ودّعناهم وجاشت مشاعرنا بالحزن والألم، فأنا هنا بجسدي وقلبي بزاوية مديرية طانطان طفلا يافعا شابا ورجلا عليكم اترحّم، وأعدكم أني سأدعو لكم في سجودي من صلاتي

فسلام كلّ السلام لمن بات في القلب ذكراهم حتى وإن غاب عنّا لقياهم

فعند الخسارة بالرحيل تحتاج إلى احتضان ذاتك، وتشعرها بالقوة والصمود، وستشعر بأنك ما زلت تنبض بالحياة، ولكن دون روح، وهكذا تستمر حياتك.

احتفظوا بمن بجواركم فالرحيل موجع.

0/Post a Comment/Comments