الذاكرة الرياضية للطنطان( 53): تسلط الضوء على الاعب حسنا حلمي لاعب النهضة الصحراوية

 


بقلم : سيداحمد مسعود

عبرتاريخ كرة القدم ينتقل لاعبون من نادي رياضي الى اخر من خلال صفقات مالية في إطار المنافسة المحتدمة للظفر بخدمات افضل اللاعبين . 

 فريق النهضة الصحراوية لم يشد عن هذه القاعدة ، فمنذ تأسيسه سنة 1969 من طرف العامل مصطفى طارق رحمه الله عمل المكتب المسير من اجل ضم خيرة النجوم، وكانت اول صفقة تم ابرامها مع لاعب مهاجم لم يتجاوز الواحد وعشرون ربيعا اسمه حسنا حلمي. 

راى حسنا( بتشديد النون) النور سنة 1950 بالطنطان ، وتابع دراسته الابتدائية والثانوية بالدار البيضاء حيث استهوته كرة القدم وهو فتى يلعب في الازقة الضيقة للحي والساحات ، وكان كل من يراه يبدع في الفريق المدرسي يجزم ان هذا الولد سيكون نجما في المستقبل.

سنة 1968 ستكون منعرجا في حياته، اذ انتقل لمدينة الطنطان، هنا وجد فريقا اسمه " الكتاتبية" ( الموظفين التابعين للادارة) ، ولم يتردد المسؤولين عن الفريق في ضمه كجناح ايسر لسد ثغرة الهجوم . لعب حسنا حلمي مع هذا الفريق وكما يظهر في الصورة 1و2و3 عدة مباريات محلية ضد فريق الجيش احتضنها الملعب العسكري( دوار العسكر حاليا) في أجواء حماسية ملتهبة وبحضور جماهيري مكثف.، كما لعب مباريات في كلميم وسيدي ايفني .

واثناء تواجده بهذه المدينة انضم لفريق اتحاد سيدي ايفني الذي كان ينشط في بطولة عصبة سوس . 

كان حسنا حلمي شديد الارتباط ببلدته الطنطان ، وكلما وجد فرصة عاد لتحتضنه دروبها وحرارتها والطبع ملاعبها. احدى هذه الفرص كانت في صيف 1971 حيث ينظم موسم الشيخ محمد الاغظف  بذراع الخيل جنوب المدينة . لم يهمل المنظمون الجانب الرياضي خلال هذا الموسم ، فقد تمت برمجة مباريات في كرة القدم لفريق النهضة الصحراوية شارك فيها اللاعب حسنا واظهر مهارات عالية وسرعة فائقة في اختراق المدافعين .

كان فريق النهضة الصحراوية انذاك في حاجة ماسة لهذه الطينة من اللاعبين ، ولم يتردد المكتب المسير براسة المرحوم الدحا ولد برك وبتنسيق مع الاطار التقني في وضع الترتيبات لضم هذا النجم خاصة وان الفريق مقبل على اللعب في بطولة حارقة وصعبة ضمن عصبة سوس.

كان الوقت عصرا حين وصل الوفد لمقر دار الشباب بمدينة سيدي ايفني برئاسة المرحوم الدحا الذي اصر على اتمام صفقة الانتقال بنفسه وبرفقته ابراهيم الكصير عضو بالمكتب المسير واللاعب حسنا حلمي. ابدى رئيس فريق اتحاد سيدي ايفني انذاك لحسن العطار رفضه التام لهذا العرض ، وفي لحظة ما وصل التفاوض للباب المسدود ، غير ان تمسك رئيس  فريق النهضة بصفقة الانتقال مراعاة لرغبة اللاعب اولا في البقاء بالطنطان قرب الأسرة وايضا  اللعب مع الفريق الذي يحتاج خدماته. لم يجد المكتب المسير لفريق سيدي ايفني بدا من الاستجابة لهذه الرغبة شريطة اداء تعويض مالي عن مصاريف تكوين اللاعب حسنا لمدة ثلاث سنوات.

لعب حسنا حلمي موسمه الاول مع فريق النهضة الصحراوية في اول مواسمها ضمن عصبة سوس ( الصورة 3 و4) ، وامتع الجماهير التي كانت تملء جنبات ملعب السلسلة ( المحطة الطرقية حاليا) وداعب الكرة بمهارة فنان وابهار ساحر ووزع الهدايا كجناح سريع لقلب الهجوم النجم احمد الريفي الذي لم يكن يجد صعوبة في تحويلها لشباك الخصوم. خلال مشواره القصير مع الفريق لازال حسنا يتذكر المباراة التي واجه فريقه السابق اتحاد سيدي ايفني بيته القديم وزملاءه الذين احتضنوه بكل حب وتقدير مثلما لم ينس اخر مباراة دافع فيها عن الوان النهضة الصحراوية احد ايام شهر ماي 1973 ضد فريق امل تيزنيت العتيد. 

بعد هذه المباراة بايام قليلة قرر النجم حسنا حلمي الهجرة لفرنسا بحثا عن مستقبل افضل ، هناك لم يمنعه صقيع مو نت لاجولي ضواحي باريس ولا هموم الشغل من الاستمرار في مداعبة المستديرة ، اذ لعب لفريق شركة " كريزلير" وبعدها مع فريق شركة السكك الحديدية وبرز كنجم لايمكن الاستغناء عنه.  في عمر الثلاث وثلاثون عاما اعتزل الكرة واتجه لممارسة كرة المضرب التي كان يعشقها منذ الصغر كما واصل تالقه في رياضة الكرة الحديدية التي لازال يمارسها الى يومنا هذا.

ينتقل حسنا حلمي منذ سنوات بين الطنطان واكادير والديار الفرنسية ، ومن سفر الى سفر يحمل ذكريات ايام جميلة حين يستحضرها لايستحضر ماضيه الكروي كنجم مبدع، بل طيبته وسمعته وعشقه لمراتع الصبا ومعدنه كابن لمقاوم شرس ارعب الاسبان اسمه امبارك الصبيو رحمه الله.










طانطان 24