نظم الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية صباح يوم السبت 26 مارس 2022 بمقر الغرفة الفلاحية بكلميم، ندوة دولية تحت عنوان التعاطي الإعلامي الدولي مع قضية الصحراء المغربية في ظل التطورات و المستجدات التي عقبت تطهير معبر الكركرات.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية الفرع الجهوي كلميم وادنون ،رحب من خلالها بالاساتذة مؤطري الندوة لتكبدهم عناء السفر والحضور لبوابة الصحراء من أجل المشاركة في إنجاح هذا الحدث الإعلامي ،أسماء وازنة ومؤثرة كل في مجاله و اختصاصه.
انطلقت فعاليات الندوة التي أشرف على تسييرها استاذ المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط عبدالوهاب الرامي والذي بنى تسييره اعتمادا على مجموعة من الأسئلة وجهت للأساتذة المؤطرين، اهم المواقف الإعلامية الدولية في التعاطي مع قضية الصحراء؟و كيف غطت المواقع الإعلامية الجزائرية لملف الصحراء؟
عبدالله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أكد خلال مداخلته ان التعاطي الإعلامي الدولي لقضايا النزاعات والحروب في العالم بأسره يفتقد دائما للحياد ، وحرب الخليج و روسيا فضحت بالملموس مواقف الإعلام الدولي وتزييف الشعارات التي ترفع بتظليل الحقائق وتقديم رأي مغلوط لتمرير قناعات سياسية ، فالاعلام يشتغل خلال الأزمات لمصالح الدولة وخدمة اجندات سياسية واقتصادية وأحيانا يشتغل بالعاطفة والانتماء، مشيرا كذلك إلى أن عدم اشراك وسائل الإعلامية الوطنية بشكل رسمي في القضية الوطنية خطأ في تدبير ملف الصحراء من طرف الدولة.
احمد طالب ولد المعلوم رئيس نقابة الصحفيين الموريتاتيين نوه بأهمية هذا اللقاء وهو مناسبة لبدأ بالتأسيس لعلاقة إعلامية بين الشعبين الموريتاني والمغربي، خاصة أن الإعلام أصبح يدخل ضمن القوة الناعمة، مؤكدا على أن نقابة الصحفيين الموريتانيين تسعى إلى توطيد العلاقات بين الدولتين والشعوب من نافذة الإعلام باعتبار الصحافة القاسم المشترك بين المواطنين
الإعلامي الجزائري وليد كبير في مداخلته أكد على أن الظرفية تتطلب مثل هذه الندوات، وتواصلها هو ترافع يومي عن القضية لالتحام أصحاب الاختصاص و تسليطهم الضوء على الحقائق التي يجب أن تصل للعالم، عكس الإعلام الجزائري الذي قام للترويج لصور مفبركة في ما حدث في الكركرات والتي كانت ضربة قوية له سرعت في هزيمته، فعدم انفتاح الإعلام الجزائري يتسبب له دائما في أزمات، والسبب يعود لسياسة النظام الذي يحرم على الإعلام الجزائري تناول او استضافت محللين محايدين ومن فعل ذلك سيكون مصيره مجهول، مؤكدا خلال مداخلته ان النظام الجزائري يخصص مزانيات ضخمة لتكريس الادعاءات المغلوطة وفبركة الأخبار والمعلومات ضد المغرب، كما اعتبر الإعلامي وليد كبير ان زيارته للأقاليم الجنوبية فضحت الكثير وكان لها تأثير على زملائه ولولا تخوفهم لفضحوا المستور.
الإعلامي المصري عماد فواز في كلمته أعطى مجموعة من الإحصائيات لتناول الإعلام العربي لقضية الصحراء المغربية مؤكدا ان هذا التناول منحاز انحياز اجابي لشرعية المغرب على صحرائه، عكس في السابق كان يتجنب الإعلام العربي تناول الملف لما له من حساسية، وهو الأمر الذي استغله الإعلام الجزائري للاشتغال بأريحية وتغليط الرأي العام العربي والدولي ،مؤكدا كذلك على أنه بعد واقعة الكركرات تغير كل شيء وأصبحت المعطيات اكبر و أصبحت الصحافة المغربية زاد للقنوات العربية، مما سهل على المواطن العربي معرفة الحقائق بعد الاستغلال البشع والغير المهني في السابق من الإعلام الجزائري.
الباحث عبدالرحيم البرديجي استهل مداخلته باعطاء السياق التاريخي لقضية الصحراء، وأسباب عداء بعض الدول الأجنبية للمغرب خاصة اسبانيا واعلامها الذي كان ينحاز للبوليساريو التي عرفت كيف توظف هجماتها سنة 1977 و1987 على بواخر إسبانية ولاطلاق الرهائن فرضت شروط لعبت دور كبير في كسب موقف الإعلام الإسباني كفتح مكتب في اسبانيا وإعطاء منح للطلبة الصحراويين، كما استغل الإعلام الإسباني عدم تدوين وكتابة المغاربة عن القضية في السابق مما تسبب في تغليط الرأي العام الإسباني.
لتختتم الندوة الدولية بفتح باب المداخلات للزملاء الصحفيين الحاضرين وفتح نقاش موسع كان ثمرة هذا النشاط، لتبادل الآراء والأفكار بين الأساتذة المؤطرين والحضور.
إرسال تعليق