ماءالعينين بوية: زقاق ينتظر رقعه

 


بقلم:ماءالعينين بوية

الصوفي يزهد في الدنيا فيرقع كسوته، تتناسل الرقع فتتناسل الخرق، حتى باتت للبعض اليوم حرفة، يخيط ثوبه بألوان مختلطة و أثواب مختلفة، ألوان شتى، تريد التكليف فتقع في سر التكلف.

شاهدت سبحة على ظهر صوفي، ومصور يتبعه في كل حركة أو خطوة، كان يتطلع إلى مشهد الشهود، اختلطت عليه المشاهدات، هل هذه حرفة أم دعوة، الظن فيها خير حتى يقف الكلب الذي يسبقه حين الركض في الخضرة بحذاء رياضي....

الرقعة عند أهل البلدية، غياب للحل أو تغييب له، الشارع ليس صوفيا يعيش الفقر ، يحمل أسفارا من القطران، كلما حلت قطرات، تحولت جروحه إلى قروح، تتلقفها البلدية بالترقيع.

في زقاق للتغيير، الخرقة البالية توشحت بقعا سوداء تناثرت حين الانبعاث، ساقها القدر حيث تقاطع يحار المرء في وصفه، لقد شهد كل المقامات، فطاف يركض بلا رداء، زينوا له عيش الرغيف و الماء، الحفر فيه برك مياه آسنة، رغم أنه زقاق، وكان يوما شارع حين رقعت القنطرة....

الأرض المدحاة، لا ترغب في العيش تقتات الرقع، لأنها مقدرة على أن تعيش التمدن، جعلوها كذلك، وضعوا لها تماثيل و دساتير، مال و أعمال، فرغبت في رغد العيش، فجعلوها بخطاب التسويف و تصريف التحريف و الزيف و التجفيف، طرقية تقتات على صدقات الرقع...

البدايات تقييد للنهايات، الظاهر عيش الكريم، و الباطن ترقيع في بهيم، ومن رقع ثوبه البالي، وجيبه كضرع شاة تجره من وفير النعم، يسوقه عن فعل المصلحة و يجعله في سطوة الحفر و دهاليز الأربعين و سير الأولين....

الرقعة في خرقة المتكلف بدعة.

و الرقعة على الرقعة في زقاق الحي بدعة.

طانطان 24