فيصل رشدي : شخصيات في الذاكرة "بابا الطرشاني"

 


بقلم: د. فيصل رشدي

يشهد التاريخ دائما على الرجال الذين  تركوا أثرا فيه، أثر لم ينس، رغم مرور السنين، و تقلبات الدهر،  ومهما يكن الحال فالتاريخ يبقى شاهدا على الكبار.

ضيفنا في هذه الحلقة الثانية من برنامج شخصيات في الذاكرة طبيب، امتهن  مهنة الشرفاء، أبدع فيها كل الإبداع، هو واحد ممن يدخلون  البهجة على القلوب والسرور  على النفس، وهو الذي استطاع أن يكون قبلة لكل المرضى وبيته مفتوح لكل مريض،  ليلا نهارا صيفا وشتاء، تجده  يبتسم في وجه كل من يزوره، سواء أكان كبيرا أم صغيرا شابا أم كهلا، كذلك كان الحال مع الطبيب الفاضل السيد بابا الطرشاني، الذي عرفه أهل الطانطان، وعرفوا معناه البيضاني، وفكره الثاقب، وكرمه الأصيل. 

تروي السيرة الذاتية للسيد بابا الطرشاني، أنه ولد عام 1930، وبعد ردح من الزمن،  شد الرحال صوب مدينة العيون، حيث درس الإسبانية ، ودخل السلك العسكري وكان يحرز كل مرة على مرتبة أعلى من السابقة. انخرط في الصليب الأحمر. حارب الاسبان وغنم منهم غنائم أهداها لجيش التحرير المغربي، فكان رجلا متفانيا في عمله مخلصا لوطنه، كريما بجوده، محبا لكل الناس باختلاف أصولهم وهوياتهم.

استقر بابا الطرشاني بمدينة الطانطان، تلك المدينة التي جمعت أشرف الناس وأنبلهم على الإطلاق، فكان بابا الطرشاني مثلا أعلى في عمله وقدوة لكل الأطباء والممرضين.

بابا الطرشاني، من شخصيات الطانطان الكبار، ما أن تقول اسمه حتى يأتيك الجواب بالحسانية" وخيرت" فكانت تلك الكلمة هي والسيد بابا الطرشاني وجهان لعملة واحدة.

ترك بابا الطرشاني سجلا ذهبيا وتاريخا ناصعا، يفتخر به أهل الطانطان الأحرار وكان مثلا أعلى لكل فتى طانطاني يطمح أن يكون طبيبا.

رحم الله السيد بابا الطرشاني وأسكنه الله فسيح جناته. وأطال الله عمر الحاجة أمباركة، وحفظ الله أبناءه: شماد وعوف وتكبل وفاطمتو.




0/Post a Comment/Comments