بقلم : د فيصل رشدي
انتهيت في الحلقة السابقة من برنامجنا شخصيات في الذاكرة من شخصية مميزة وهو الطبيب والأب الفاضل بابا الطرشاني، وعندما خمنت في الشخصية الموالية كان السؤال لا يحتاج إلى إجابة جاهزة فالشخصية معروفة وهو صديقه الغالي محمد الغالي ولد أخطور.
محمد الغالي ولد أخطور القمري، شخصية من شخصيات الطانطان الكبار، أكرم الكرماء وأشجع الشجعان، فارس من أعتى الفرسان. يتميز ولد أخطور بذكاء خارق وبشخصية مؤثرة ومعنى بيضاني قل نظيره بين أقرانه.
لمدينة طانطان حكايات تحكى ومن أبرزها حكايات عن محمد الغالي ولد أخطور، هذا الذي شد الرحال قادما من موريتانيا إلى الطانطان، و فيها ربط مع أهلها علاقات عمرها أكبر من عمر المدينة.
وإليكم أحد حكاياته مع قطيع من الإبل يمتلكها محمد الغالي ولد أخطور كانت تائهة في الصحراء، فوجدها رجل صدفة ومكثت الإبل عنده قرابة ثلاثة أشهر، علم بها محمد الغالي ولد أخطور فسافر إلى الصحراء، فوجد إبله التائهة عند الرجل، فأعدها إلى محمد الغالي ولد أخطور والذي قال للرجل مكثت الإبل عندك ثلاثة أشهر فهي لك. ظلت هذه الحكاية تتردد على مسامعي أكثر من ثلاثة عقود، حكاية الكرم و الجود اللذان يتمتع بهما محمد الغالي ولد أخطور.
وللرجل فكر راق، ينأى بنفسه عن الأمور الدنيوية، فهو لم يشيد منزلا ولم يمتلكه كان يعتبر الحياة زائلة وفانية وهي كذلك، لم يترك وراءه منزلا ولا مالا، بل ترك أعماله الرائعة وسمعته الطيبة بين أهل الطانطان والصحراء عامة.
رحم الله محمد الغالي ولد أخطور القمري وأسكنه الله فسيح جناته وأطال الله عمر أبنائه الكرام.
