7 ساعات تحت الأنقاض.. قصة الطفلة سوزي التي نجت من قصف إسرائيلي قتل أمها وإخوتها الأربعة

 


عندما استعادت الطفلة سوزي رياض اشكنتنا، ذات الأعوام الستة، وعيها في مستشفى الشفاء  بغزة، كانت وحيدة بعدما هرع بها عمال إنقاذ انتشلوها من بين أنقاض منزلها، الذي دمّرته غارة إسرائيلية قبل الفجر وأدت إلى مقتل والدتها وإخوتها الأربعة.

وأحضر المُسعفون والدها إلى سرير مجاور بالمستشفى، بينما تُغطّي الضمادات جروحه ليكون إلى جانب طفلته التي ظلّت محاصرة تحت الأنقاض نحو سبع ساعات.

همس الأب المفجوع: "سامحيني يا بنتي، صرختي عليا مشان اجيكي لكن أنا ما قدرت".

تحوّل منزل الأسرة إلى أنقاض في غارة إسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح الأحد بحي الوحدة في مدينة غزة، من ضمن عدة غارات أدت إلى استشهاد 42 شخصًا من بينهم عشرة أطفال، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في 10 مايو/ أيار الجاري إلى 200 شهيد.

ويقع منزل اشكنتنا في منطقة قام جيش الاحتلال بقصفها بحجة وجود أنفاق لحركة "حماس" في غزة. وبرّرت سلطات الاحتلال الخسائر المدنية "غير المقصودة" بانهيار شبكة الأنفاق ما أدى إلى انهيار البيوت الموجودة فوقها.

وتجمّع عشرات من عمال الإنقاذ وضباط الشرطة والأقارب والجيران عند أنقاض بيت اشكنتنا خلال عملية البحث عن ناجين.

وبعد عدة ساعات، بدأ عمال الإنقاذ بين الأنقاض يهتفون "الله أكبر"، في إشارة إلى أنهم سينجحون في انتشال أحد الناجين.

وبكت الصغيرة سوزي التي انتشلوها، بينما يغطيها التراب، وهم يهرعون بها صوب سيارة الإسعاف.

أقارب ملهوفون

في المستشفى، وقف أقارب يسألون بلهفة عن ذويهم، بينما تصل عربات الإسعاف تباعًا. صاحت نسوة ورجال في منطقة الاستقبال: "هادا يحيى؟ هادا يحيى؟" قبل أن يُبلغهم المسعفون أن شقيق سوزي ذا السنوات الأربع تُوفي. فأُغمي على امرأتين.

دقائق بعد ذلك وجاء المسعفون بطفلة، فصرخ الأقارب: "جابوا دانا، دانا، دانا، أنتِ كويسة؟" لكن الطفلة وصلت بدورها جثة هامدة، وكذلك أخ آخر وأخت.

رؤية سوزي مفتوحة العينين شكّلت لحظة ارتياح عابرة، قبل أن يهرع بها طاقم التمريض لإجراء فحوصات أشعة.

وقال أطباء إنها مصابة برضوض، ولكن لا إصابات خطيرة. ورقدت سوزي على سرير مستشفى بجوار سرير والدها.

أوضح رياض اشكنتنا أنه كان يعتقد أن أسرته في أمان، لأن هناك أطباء يقيمون في نفس المبنى ولأنه جمع أطفاله في ما كان يعتقد أنها غرفة آمنة.

وقال: "(فجأة) صاروخ زي النار وهج، دمّرلي الحيطتين اللي قبالنا".

هرع الأب والأم لتفقّد أطفالهما عندما وقع انفجار ثانٍ هدم السقف، وروى رياض: "سمعت ابني زين بينادي بابا، صوته فش فيه مشكلة، (بس) أنا مش قادر ألتفت عليه لأني مربط في العمدان. يدي تحت عمود ورجلي تحت عمود".

وأشار، وهو يرقد على سرير المستشفى ورأسه مغطّى بالضمادات، إلى أنه في البداية تمنّى الموت: "زعل الدنيا كلها مايكفينيش.. لكن لما سمعت أنه في بنت من بناتي عايشة، قلت الحمد لله، لأنه هادي البنت يمكن تنسيني (تعوضني) حاجة، ولو بالقليل من بسمة بناتي، لأنها أختهم


0/Post a Comment/Comments