الأرجنتينيون ينعون مارادونا…

 


بوينس أيريس ـ «القدس العربي»: اصطف الأرجنتينيون في شوارع بوينس أيريس أمس لتوديع أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، الذي سجي جثمانه في تابوت بقصر «كاسا روزادا»الرئاسي ملفوفا بالعلم الأرجنتيني وقميصه الشهير رقم 10.

وتوفي مارادونا، الذي تخللت حياته جولات من الصراع مع الإدمان، في منزله عن 60 عاما إثر أزمة قلبية يوم الأربعاء. وأُعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام على النجم الذي قاد الأرجنتين الى الفوز بكأس العالم 1986 والذي له مكانة مرموقة.

آلاف النجوم حول العالم يرثونه ومشجعون ينثرون الزهور على جثمانه

وقال مصدر حكومي إن عائلة النجم تأمل بأن تتمكن من تنظيم مراسم دفنه مساء الخميس في مقابر بيلا فيستا على مشارف بوينس أيريس حيث يدفن والداه أيضا. وأكد مصدر في المقابر أنه من المقرر إجراء مراسم الدفن في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، لكن من الممكن أيضا أن تؤجل حتى صباح اليوم الجمعة.
وفي وقت مبكر أمس، اصطف الآلاف في طوابير طويلة بشوارع المدينة قريبا من ساحة بلازا دي مايو. ووقعت بعض المشاجرات عندما حاول البعض دخول القصر لرؤية بطلهم. وقال كريستيان مونتيلي (22) عاما، وهو مشجع لنادي بوكا جونيورز الذي لعب له مارادونا في السابق، والدموع تملأ عينيه: «مارادونا أعظم شيء حدث لي في الحياة. أحبه كحبي لوالدي وأشعر كأن والدي هو الذي توفي». ومن وراء حاجز يفصلهم عن التابوت، نثر مشجعون الزهور وألقوا قمصان كرة القدم وأشياء أخرى عليه وهم يحاولون الاقتراب من اللاعب الذي كان بطلا في الأرجنتين وغيرها سواء في الملاعب أو خارجها رغم أخطائه المعروفة.
وقال الرئيس ألبرتو فرنانديز: «كان عملاقا لمس السماء بيده بينما لم تبارح قدماه الأرض». ونعاه كبار الرياضيين وقادة عالميون، بينهم البابا فرنسيس الأرجنتيني المولد. كما نعاه مشجعوه من نابولي الإيطالية، حيث لعب هناك مع ناديها، وحتى الهند. ونعاه الاسطورة البرازيلي بيليه (80 عاما) بطل العالم 3 مرات، والذي دائماً يقارن بالنجم الراحل على الأفضلية المطلقة في تاريخ اللعبة، قائلاً: «يا له من خبر حزين. خسرت صديقا عظيما والعالم خسر أسطورة. ذات يوم، آمل أن نلعب كرة القدم سويا في السماء». وقال مواطنه ليونيل ميسي افضل لاعب في العالم ست مرات: «تركنا لكنه لن يرحل، لأن دييغو أبدي… سأحتفظ بكل الذكريات الجميلة التي عشتها معه». وقال المهاجم سيرخيو اغويرو الزوج السابق لنجلة مارادونا جانينا: «لن ننساك أبدا. ستبقى دوما معنا. شكرا دييغو». وقال مدرب ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان: «لا تزال كأس العالم 1986 محفورة في ذهني». أما البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات، فقال: «اليوم أودّع صديقا والعالم يودّع عبقريا خالدا. أحد الاعظم على الإطلاق. إنه ساحر لا يقارن بأحد».
وعربياً، قال القطري حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لمونديال 2022: «بطل طفولتي. الأعظم في كل العصور، والرجل الذي غيّر كرة القدم الى الأبد». فيما قال الأمير الاردني علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم: «أنت أسطورة داخل وخارج الملعب، ومهاراتك كانت رائعة. أهم شيء كنت تمتلكه قلب نقي داخل الملعب وخارجه».
وركز الإعلام الرياضي الفلسطيني على مواقف مارادونا المؤيدة لعدالة القضية الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي. «قلبي فلسطيني» كان العنوان الرئيسي لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، وهي عبارة قالها مارادونا أثناء لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش بطولة كأس العالم بروسيا، في يوليو/تموز 2018.

0/Post a Comment/Comments