الذاكرة الرياضية للطنطان عائلة خونا نموذجا



تعتبر عائلة خونا من أشهر عائلات الطنطان التي حفرت أسمها بأحرف من ذهب وكان لها أثر واضح على تاريخ كرة القدم بالمنطقة. ولأن حب هذه الرياضة يسري في دماءهم ، فقد استمروا على مدى سنوات وأجيال  في العطاء مما اكسبهم وتقدير الجماهير . 

- عبد الخالق خونا: هو أول من اغوته كرة القدم من أفراد هذه الأسرة منذ نعومة اظافره ، ويعتبر من الرعيل الأول الذين أسسوا لممارسة الكرة بالطنطان عبر مساهمته إلى جانب كل من  محمد الحدفي والمرحومين فاكر الزيغم  الحسين القبايلي في تأسيس فريق أطلق عليه الكتاتبية أو فريق العمالة نسبة للادارة سنة 1967. لعب بعد ذالك لفريق النهضة الصحراوية بعد تأسيسها وكان يشغل مركز قلب الدفاع وصمام الامان بفضل قوته البدنية وشراسته في التدخل ضد المهاجمين . اشتغل عبد الخالق لمدة سنوات رئيسا لمصلحة الحالة المدنية لجماعة 

الطنطان،  ولازال الكثيرون ممن عاشوا تلك الفترة يتذكرون

هذا الرجل الخدوم الذي تقضى على يديه حاجاتهم بكل تواضع وكل وقت وحين.

- اعلي خونا : لا يمكن الحديث عن ماضي الكرة بالطنطان دون أن يكون لهذا لهذا النجم النصيب الوافر من الاعتراف والتبجيل . قادما من اكادير سنة 1966 ، وبمجرد أن وضع قدميه بالطنطان قرر جمع شتات اللاعبين الذين كانوا يلعبون هنا وهناك دون تنظيم سواء من الجيش وفريق الكتابية وتنظيم مباريات اعتمادا على تجربته السابقة حيث جاور فريق حسنية اكادير وفرق أخرى محلية وتألق هناك بشكل لافت ليس في كرة القدم فحسب، بل كان ملاكما في وقت لم تكن هذه الرياضة معروفة هناك، وقد صدر مقال في جريدة العلم منتصف ستينيات القرن الماضي تحدث عن رياضي شاب سيقول كلمته في المستقبل.

ارتبط اسم اعلي خونا بفريق النهضة الصحراوية لكرة القدم منذ تأسيسها وانخراطها مع عصبة سوس ، ولم يكن مجرد لاعب، بل كان قائدا وابا للجميع بحكم التجربة التي راكمها

واستطاع أن يفرض احترام مكونات الفريق طيلة مشواره الذي تأثر بإصابة بليغة على مستوى الركبة في إحدى المباريات. ونحن صغار كان لنا شرف متابعة هذا النجم / الأسطورة أثناء مباريات النهضة بملعب السلسلة القديم ( المحطة الطرقية حاليا) . كان يشغل مركز قلب دفاع / ليبرو،  سريع الانقضاض على مهاجمي الخصم ويستخدم قوته الجسمانية للذود عن المرمى، يجيد قراءة تمريرات المهاجمين، 

كما كان يمتاز بقدفات قوية ومركزة تثير رعب وخوف الفرق المنافسة. سنة1985 ودع النجم اعلي خونا الملاعب وأقيمت على شرفه مباراة جمعت قدماء النهضة الصحراوية بنجوم بطولة الاحياء لتودع الجماهير رمزا كرويا ورجلا احبه الجميع وكان مثالا في العطاء ونكران الذات وسمو الأخلاق.

 امبارك خونا رحمه الله :  من أبرز نجوم الجيل الذهبي لفريق النهضة الصحراوية ، لاعب وسط دفاعي ، تألق مع الفريق لسنوات خاصة خلال بطولة عصبة سوس حيث كان يعتمد عليه باستمرار كلاعب أساسي نظرا للعبه المميز وتالقه الملحوظ. توفي رحمه الله في أكتوبر من السنة الجارية بالديار الإسبانية.

- الخليل خونا : لعب لفترة قصيرة مع فريق النهضة الصحراوية مابين سنة1969 و1970 , وكان يشغل مركز لاعب وسط ميدان يمتاز بفنيات ومهارات  شكلت اضافة للفريق. غادر الطنطان في اتجاه فرنسا بحثا عن حياة أفضل اسوة بالكثير من أبناء جيل تلك الفترة. 

- محمد( ناجي) خونا: كانت بداية هذا النجم الفذ سنة 1970 شبان النهضة الصحراوية،  ورغم انتقاله لمدينة اكادير لمتابعة الدراسة الثانوية سنة1975 ، لم ينسى المستديرة وانخرط  مع فريق المعلمين الذي كان ينشط في القسم الثالث.

وبعد تعيينه  كرجل تعليم بالطنطان سنة1979 عاد لاستئناف نشاطه الكروي ولعب مع فريق التعليم الذي كان ينشط ببطولة الاحياء نظرا لتوقيف فريق النهضة من طرف العصبة. 

وبحلول الموسم الرياضي 1982/1981 قرر المسؤولون تشكيل فريق قادر على المنافسة اعتمادا على عناصر شابة مع الاستفادة من تجربة للاعبين المخضرمين  مثل احمد الريفي ومصطفى الخنوشي واحمد ايسي وغيرهم. وتمت المناداة على ناجي خونا الذي كان يشغل جناح ايسر حيث تألق في المباراة التاريخية ضد منتخب ليبيريا في يوم عاصف من شهر مارس1982 ، واستطاع نجمنا تسجيل هدف في مرمى ليبيريا لتخرج النهضة منتصرة بهدفين لهدف.

استمر النجم ناجي خونا في الدفاع عن ألوان الفريق وتألق كهداف لا غنى عنه إلى غاية سنة 1987، واعتزل الكرة بعد مشوار ناجح ومثالي . أثر ذالك وجل ميدان التسيير وكان ضمن أعضاء المكتب الذي ترأسه حسن امزار إلى غاية سنة1990 ليعود مرة ثانية ويشغل منصب كاتب عام المكتب المسير الذي ترأسه بوهلال واستطاع الفريق التأهل للقسم الأول هواة بكل جدارة واستحقاق رغم قلة الإمكانيات.

الطنطان بكل تاكيد مدينة لهذه العائلة الطيبة التي بنت مجدا حقيقيا وصنعت تاريخا زاخرا بالعطاء اللامحدود  والقيم النبيلة والاخلاق الرفيعة جعلها تتبوأ مكانة خاصة في قلوب الجميع أينما حلت وارتحلت.

يقول الشاعر :  

تأبى المروءة أن تفارق اهلها--- أن المروءة في الرجال خصال. 

في الحلقة القادمة أن شاء الله ، نعود لنتصفح الصور المرافقة للمقال ونتناولها بالتفصيل من أجل توضيح الكثير من المعطيات حولها باعتبارها أرشيفا لا غنى عنه لصون الذاكرة الرياضية للطنطان وحفظها.

من صفحة: الذاكرة الرياضية للطنطان 








طانطان 24