ماجد بن داود: "كلمة عابر سبيل في حق طانطان"



ماجد بن داود... 


طانطان مدينة لطالما سمعنا بأناسها الطيبين و ثقافتها الصحراوية الفريدة من نوعها، شاءت الأقدار أن تميل سفينتنا اتجاه الجنوب قادمين من مدينة "تازة" التي تعتبر بوابة الشرق...
كانت أول زيارة لي للأقاليم الجنوبية حيث أتيحت لي الفرصة للعمل كمسير لأحد المطاعم بشارع الحسن الثاني الذي يحمل إسم "طاكوس كينغ"،  الذي يعتبر أول محل لل"طاكوس" بالجنوب...
كنت بالأيام الأولى خائفا من مدينة لا أعرف ثقافتها و لا طيبوبة أناسها، إعتقدت أن الصحراويين لهم ميزاجهم الخاص و يجب الحذر من تقلباته... ، مرت أيام قليلة و بعدما إلتقيت شيوخا و شبابا و أطفالا و نساءا و رجالا، توقفت مخاوفي و تغيرت ملامحي و أحسست بطمأنينة و سكينة و حب لهذه النقطة الجغرافية التي لا يعرف عنها سكان الداخل شيءا....
أصبحت أحب عملي و عمالي الذي يعملون معي و زبنائي الذي يتوافدون علي، أصبحت أشاركهم إبتسامتي و حزني و قلقي و إنتكاستي كل ما أتذكر أن مغادرتي لهذه المدينة إقترب شيءا ما....
الآن و بعدما ودعت أصدقائي و العمال و الجيران و كل من تعرفت عليهم ب"طانطان"، أحسست أن داخلي يتألم بفراق لم أحس به من قبل، أحس بألم طفل تجرده عن حضن أمه...
سأحن لشارع الحسن الثاني و هو يمتلئ رويدا رويدا مع غروب الشمس، سأفتقد لقهوة المساء بشارع محمد الخامس و أنا أشاهد إبتسامات الأزواج و الأصدقاء و الشيوخ و الأطفال...
سأحن لكل من قدم إبتسامة مجانية في حقي، و سأشكر كل من جعلني أحس كأني في منزلي الذي يبعد حوالي 1200 كلم...
فشكرا لك يا ساكنة طانطان.....
طانطان 24