اسليمــــان العســـــري يكتب : زمـن الكورونـا يُعـرِّي بفداحـة إخفاقـات المجلـس الإقليمـي لطانطان



كواليــــــــس صحـــراوية _ اسليمــــان العســـــري
هناك مثل شعبي صالح لكل زمان ومكان يفيد بأن رجلا تعرض للسقوط من أمام خيمته، لعدم قدرته على المشي السليم قبل خوض مغامرة الخروج، وهو درس مفاده عدم توافر الأهلية العلمية والشروط الصحية والأسس السليمة قبل الإقدام على أية خطوة معينة، وما بالك إن تعلق الأمر بخطوات تهم الساكنة والمواطنين (أي المسؤولية)، مُوجَبْ لَكْلامْ مجلسنا الإقليمي والذي تشكل في جنح الظلام باستغلال وسيلتي المال والقبيلة، بفعل تداخل المصالح الشخصية للمنتخَبين الفاشلين، هؤلاء الأخيرين والذين فازوا نتيجة العزف على أوتار الوازع الديني والقفة المساعدة والقرابة الدموية واللهجة المتداولة…
هذا المجلس الفريد من نوعه استحضارا لنعت الدكتور بوعيدة للجهة، يقوم بأول خطوة منذ تشكيله ساهمت في سقوطه كما الرجل صاحبنا في المثل، ألا وهي تنقيل مقره واجتماعاته الفارغة والمغلقة إلى مكان أبعد بحثا عن الدفئ والاحتضان لأنه آنذاك مازال وليد النشأة ويتيم الأفكار وَالتصورات والمشاريع الخادمة لبلدة الطنطان المنهوكة، لِـيُقدم على خطوة ثانية متعلقة بإسكات شغب الأعضاء الجشعين من خلال تخصيص ميزانية ضخمة لشراء سيارات جديدة تنقلهم (نظرا للمهام الجسيمة الملقاة على كواهلهم، ودورياتهم الكثيفة تفقدا لأحوال الساكنة، اللَّه يَسْمَحْ لْنَا مَنْهُمْ)، ولم يقف عند هذا الحد بل واصل خطواته المتمايلة الموجبة للسقوط ليقوم بالتوقيع والمصادقة على جملة من المشاريع الوهمية وشراكات واتفاقيات على الورق فقط، لامدروسة ولامحسوبة العواقب وغير مثمرة تماما في غياب رادع قوي (برغم وجود أقلية معارضة غير مسموعة الصوت) على الأقل يُمكِّن المكتب المسير من العودة إلى الخيمة وترتيب الأوراق واستجماع القوى قبل الخروج للشارع، الأمر الذي حرَّك جمعية حقوقية للتصدي لاختلالاته، وذلك بتنفيذ وقفة بلغ صداها الأرجاء، لكن تعنُّت المجلس وقسوحية الرأس المميز بها أودت به إلى السقوط هاته المرة سقوطا بيِّنا تزامنا مع ظرفية جائحة كورونا بعد إصابته بـ(لَگْرِينَة) من خلال خرجاته العشوائية للحد من انتشار وباء كوڨيد 19، فبلَّل الشوارع والحيطان بالماء المخلوط بجافيل لعبار مصحوبا بزخم إعلامي فيسبوكي مأجور مُستغِلا (أبشع توظيف) الحديث الصحيح والوحيد المحفوظ عن ظهر قلب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ووزع هواتف لوحية رديئة النوعية على نسبة قليلة من تلامذة المستويات الإشهادية بمباركة مديرية التعليم التائهة منذ بداية الموسم الدراسي، خالقا بذلك شرخا قويا في صفوف الأسر المعوزة لضبابية معايير الاختيار، وتمادى في استعراض العضلات الغير مفتولة طبعا ليقيم معرضا أمام مركز البريد الرئيسي بالطنطان لسيارات الإسعاف، والتي ظلت حبيسة المرآب دون أن يلمس المواطن المريض واجبها منذ تولي المجلس المسؤولية، ودون أن تتوفر في هذا المعرض شروط تفادي انتشار فيروس كورونا، والدليل التجمهر الحاصل.
سقط المجلس للأسف من حيث لم ولن يستوعب أعضاؤه المثل الشعبي، راجين من المولى عز وجل أن تسقط معه كورونا.
طانطان 24