الصديق الفيطح : ما بعد كورونا ..

                                 

الوطن في "" غرفة الانعاش"" الكل يدعو الى إنقاذه ، الكل نسى أو تناسى الفساد والفقر المتزايد، وتصاعد التخلف والتعصب ، كل هذا في السابق لم يكن يستدعي هذا التحرك الفوري من أجل الإنقاذ  ، هل نواصل حتى ان طالت القائمة ، ماذا سنكتشف ؟.. سنجد ان كل شئ في مجتمعنا المغربي ،  من مدننا وحضارتنا وحياتنا اليومية بحاجة الى إنقاذ  . أليس من الأفضل ان نترك كل شئ على حاله ، ونعيش هذا الانهيار العظيم حتى الثمالة ؟...
لكن بالمقابل ، دعونا الأن من هذه (  الكورونا ) التي اعتبرها الجميع شبحًا مخيفًا يحوم فوق العالم ، حتى ان كانت بالتأكيد حقيقة صارخة ، ومن غير اللائق إدارة الظهر عنها  ،  كما قد يقول قائل .
أيها الإخوة ، إذا كان هناك شبح  يطفو أو يحوم فوق العالم الأن ، فإنه بالتأكيد ، ليس شبح  كورونا. وببساطة  اقولها لكم:  انه شبح  ( الصين )، نعم شبح الصين، هذا التنين ، هذا المارد الذي سيأتي  كرياح عاصفة وعاتية ليبعثر كل شئ أمامه ، ويعيد خلط الأوراق من جديد ، فالولايات المتحدة الأمريكية ، في حالة انحسار ، في حالة انكماش وتردي اقتصاديين ، ألم يعلن  ( بنك أوف امريكا ) ثاني اكبر بنوك الولايات المتحدة، وأحد البنوك العشرة الأكبر في العالم ، في مذكرة رسمية ، انه دخل في مرحلة ركود اقتصادي .
والبيت الأوروبي المشترك ، أمام  انكشاف هذه الأزمة ،  وبالحجم الذي وصلت اليه  ، ليس أمامه إلا ان يتباطأ ، ويحسب ألف حساب لأية خطوة يخطوها مستقبلا ، أمام هذا العملاق الصيني الذي انفلت من عقاله ..!  ألم يقل احد الكتاب الفرنسيين، والذي لا اذكر اسمه الان في كتابه المعنون ب ( حينما تنهض الصين ، يهتز العالم )
هذه الملاحظة، لا بد منها ، ولابد من ادخالها في الحساب ، فالصين قادمة بخطى ثابتة ، لتجتاح هذا العالم كالعاصفة ، ليس على المستوى الاقتصادي وحسب ، ولكن ربما ، أقول ربما لها خيارات اخرى بديلة ، وما أكثرها ، حتى ان كان تاريخ الصين الحديث  ، لا يستعدي احدا ...
وبالنهاية ، أيها الإخوة ، ما عساني ان استمر في كتابته الان،؟ فالعالم يتطور من حولنا ويتغير ويستعد للدخول في دنيا جديدة ، ما عدا منطقة واحدة فقط من هذا العالم ، هي المنطقة العربية والإسلامية  .
قال نعوم تشومسكي يوما :   ( ان لم تمتلك خطة ما ، تصبح جزءآ من خطط الآخرين  ) . 
عذرًا ، أيها الإخوة ، انني لم اكتب هذا المقال، لأنتقد أخرين  ، ولم أكتبه لأعلن اختلافي مع البعض، وربما أجد نفسي أكاد أقول ، انني لم أكتبه حتى للتعبير عن وجهة نظري ، ومحاولة إثباتها ، والدفاع عنها، أو تأكيد صحتها.....
ولكنني كتبته للتبليغ، كصرخة مني ضد أولئك الذين خرجوا ليلا، بمدن :  طنجة وفاس وسلا
  
                 على ما قبل كورونا، وما سوف  قد يحدث بعدها

                                            ص. ف
طانطان 24