جريدة صوت العدالة تكرم القاضية الحديدية الاستاذة ماجدة الداودي احتفاءا بعيد المرأة



يسرنا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة أن نتقدم لكافة أخواتنا  الفاضلات بأسمى آيات التهاني المقرونة بأطيب الأمنيات وكلنا أمل بأن تحقق المرأة في كل مكان الإنجاز تلو الإنجاز بما يليق بمقامها الكبير وكعادتها كل سنة جريدة صوت العدالة لا يسعها إلا أن تعبر عن عميق سعادتها بهذا اليوم السعيد لتختار ضمن قائمتها الطويلة سيدة من أبرز السيدات الرائدات في منظومة العدالة والتي أعطت ولازالت تعطي خدمات جليلة و تضحيات جسام في سبيل الرقي بهذا القطاع الذي ولجته من بابه الواسع ونقشت فيه اسمها بأحرف من ذهب، اختيارنا لها لم يأتي عن طريق الصدفة بل أملته علينا أمانتنا المهنية و سيرة الأستاذة الفاضلة ماجدة الداودي عضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية التي سنسرد لكم نبذة عن مسارها المهني و الدراسي والتي ارتئينا بهذه المناسبة أن تكون ضمن السيدات الرائدات لهذه السنة.



بمدينة مكناس تابعت الداودي تعليمها الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي الذي كللته بالحصول على شهادة البكالوريا. وبعد حصولها على هذه الشهادة لم تتردد في اقتحام مدرجات كلية الحقوق بالجامعة،  لتجاور فصول القانون الجنائي ومواد القانون المدني وهناك أيضا خبرت دروب المساطر والإجراءات وباقي فروع القانون، إلى أن توجت مسيرتها الجامعية بالحصول على الإجازة في القانون الخاص سنة 1991.



ترسانة معرفية وقانونية إذن تلقتها الداودي من الجامعة، غير أن ذلك لم يشف غليلها ونهمها المعرفي،إذ سرعان ما تفوقت في توظيفها من أجل تحقيق حلم حياتها الأول، فكان لها أن التحقت بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، وبه اجتهدت في تعميق مداركها القانونية وإغناء الملكات التي سكنتها من حب لمهنة القضاء، لتتوج مسيرتها الأكاديمية بتحقيق الحلم الذي تحول إلى مشروع.



بعد تخرجها مباشرة من المعهد العالي للقضاء سنة 1993 سيتم تعيينها بسلك القضاء بابتدائية مكناس، ومنها إلى المحكمة الابتدائية لإنزكان سنة 2001، وهي المحكمة التي مكثت فيها إلى حدود سنة 2013 تاريخ التحاقها للعمل بمحكمة الاستئناف بأكادير وفي ملفها المهني درجة استثنائية.
وما بين تعيينها الأول في ابتدائية مكناس إلى اقتعادها مقعد قاضية من الدرجة الاستثنائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، أمضت ماجدة الداودي عشرين سنة تقريبا في دراسة الملفات والنطق بالأحكام،حيث اشتغلت على قضايا منازعات الشغل وحوادثه وقضايا الجنحي العادي والمدني المتنوع وجنحي السير وغيرها من القضايا التي أكسبتها تجربة غنية. لقد أمضت الأستاذة الداودي إذن مدة غير يسيرة في دروب القضاء، مسيرة لم يكن يختلف المتقاضون أمامها حول شيء أكبر من اختلافهم حول لحظة نطقها بالأحكام، حتى أن من اشتغلوا إلى جانبها يجزمون أن تعابير وجوه المتقاضين تشي بذوي الحق من غيرهم خلال اللحظات التي تسبق نطقها بالأحكام، فترى أعناق أصحاب الحق تشرئب لهفة لسماع الحكم فيما تعلو تقاسيم العبوس وجوه من ليسوا من ذوي الحق، لا لشيء إلا لكونهم يعرفون مدى نزاهة هذه المرأة وصرامتها في تطبيق القانون، حتى سميت بالقاضية الحديدية.
لتشهد إنتخابات المجلس الأعلى للسلطة القضائية،والتي تميزت بمشاركة بلغت نسبتها 93,61 في المائة ، إختيارها ضمن الفائزات في الاستحقاق الانتخابي لعضوية المجلس الأعلى للسلطة القضائية عن محاكم الدرجة الثانية.

طانطان 24