المديـر الإقليمـي للتعليـم وشطحاتـه المجنونـة على إيقاعـات موسيقـى الفوضـى


كواليـــــــــس صحـــراوية _ اسليمـــان العســـــري

منـذ تعيينه على مديرية التعليم بالطنطان ، والسيد المدير يأبى إلا وأن يضرب بعصاه السحرية في كل الاتجاهات خبط عشواء من تصب لإفساد (عفوا ، لإصلاح) ماتبقى من جودة التعليم بهذه الأرض التي احتضنته ودرسته وجعلت منه هكذا مسؤولا على أساس ردِّ الدَّين ، لكن الرجل رائحة ونتاج تسييره أزكمت كل الأنوف ، لدرجة أن أصدقاء وزملاء العمل بالأمس القريب لم يسلموا من خرجاته اللامحسوبة ، فلا النقابات توصلت إلى تشخيص محدد لطريقة عمله ، ولا جمعيات الآباء حمَّدت أفعاله ، ولا المدرسين استساغو فكرة بأنه فعلا المدير الإقليمي المسير ، ولا موظفي المديرية راضون عنه.

رجل آلي إن صحَّت التسمية ، لا يمت للتربية والابتكار والتجديد بصلة (ربما التعليم ، نعم بحسب التجربة) ، عقلية قديمة ونتاج مدرسة الخوف والحرمان والتوجس ، لا يضع ثقته في رؤساء المصالح بحيث ينبغي أن يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة ، لدرجة أن الموظفين الأكفاء أصبحوا يملأون استمارات الانتقال بعيدا عن الإقليم بسبب سلوكه وتعامله ، وكأني به ينتقم من الجميع بسادية غير مرتقبة ، فلو كانت المسؤولية بالجدية أو الصرامة أو التحصيل العلمي أو الذكاء أو التفوق… فهناك من هو أفضل منك بالكثير ، وهذا المشكل من أهم أسباب تراجع التعليم ببلادنا ، فبعض المدراء أو الرؤساء من أدنى المؤسسات إلى أعلاها بمجرد تحمله المسؤولية يعتقد في قرارة نفسه المهزوزة أصلا بأنه الأفضل والأدهى ( رْجُوعْ لَلَّهْ أَ سِّي لْمُضِرْ).

مُوجَبْ لَكْلَامْ هو مشاهدتي لشريط ڤيديو للأخ المناضل الصلب “نورالدين بارودي” رئيس جمعية آباء وأولياء مدرسة المختار السوسي ، والذي وضح فيه مشكورا أزمة حقيقية تعيشها أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بسبب تعنت المدير الإقليمي وانصياعه لمذكرات باطلة وكأن الأمر يتعلق بقرآن منزل ( فالإدارة حبيبي هي فن التعامل) ، المدرسة التي درسَّت فيها لمدة اثنتين وعشرين سنة متواصلة ، وكما هو معلوم عدد تلاميذها لا يتجاوز المئة تلميذ وتلميذة ، ذات خصوصية مميزة عن باقي المؤسسسات بالطنطان ، لا يمكن أبدا أن تعمل بالتوقيت المعمول به أي التفويج نظرا لقلة التلاميذ ووجود فائض في الحجرات ، أضف لذلك غالبا ماتجد تلميذين أو ثلاثة من أسرة واحدة ، بمعنى أن الآباء سيرافقون أبناءهم من وإلى المدرسة أربع مرات يوميا ، لماذا ؟ لأن المدرسة وهذه هي الطامة الكبرى توجد بالخلاء ويحول بينها وبين الحي الآهل بالسكان مجموعة منازل (250 دار) خالية وحالتها يرثى لها وتعد مرتعا ومقصدا للمتسكعين والمجرمين واللصوص بدون حراسة ولا أمن ، تشكل خطرا دائما على فلذات الأكباد ، بمعنى أن المسؤولية تتحملها أيضا جهات أخرى ، والسيد المدير الإقليمي في دار غفلون الذي يهمه أكثر هو كرسي المديرية الأول ، ماهكذا تورد الإبل سيدي (وَفِيقْ مَعَانَا أَ شْرِيفْ!).

0/Post a Comment/Comments