الدكتور الجراح الناية سيدي محمد يطمئن الجميع بأن رحلته مع الجراحة لم تنتهي بعد


الدكتور الناية محمد سيدي يبعث رسالة مصحوبة بصورة من مكان الحادث ، عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك يشكر من خلالها كل من وقف إلى جانبه وكل من سانده وكل من إتصل وسأل عن حالته وكل من زاره ويختم الرسالة بالخبر الذي أسر الجميع أن رحلته مع الجراحة لم تنتهي بعد.
نص الرسالة:
تعرضت ظهر يوم 10 غشت لحادثة سير على مستوى قنطرة واد درعة في الطريق الرابطة بين مدينتي كلميم و طانطان.
 كانت حادثة مروعة حيث ان السيارة تحطمت كلية و استقرت اسفل الواد.. اتذكر انني قمت بصعوبة بالغة بفتح باب السيارة و توجهت الى خارجها زاحفا... تفقدت بطني مكان الكبد و الطحال ولست ادري لماذا اعتقدت ان شريان الابهر(Aorte) اصيب اصابة بالغة.. كنت اتنفس بصعوبة و كان الالم يغطي جميع جسمي.. ايقنت بانها الموت.. و لم يبق لي سوى ان انطق بالشهادتين.. نطقتها لمرتين و كلي استحياء من رب العزة لانني اتمنى لقاءه و انا اكثر استعدادا ...كل هذا مر في زمن قدرته بعشر ثوان.. قبل ان يغمى علي.. لم اعرف المدة التي قضيتها مغشيا علي.. لا اخفيكم احساسي بارتخاء شديد و براحة عجيبة...الى ان بدأت سماع اصوات ايقظتني.. فتحت عيني ( اليسرى لان اليمنى كانت مصابة ) ثم نظرت الى عنصر من القوات المساعدة اتيا الي.. عرفت حينها انني لازلت في الدنيا... سمعت صوت عبد الخالق .. صديق حميم .. لم اصدق انه هو في الاول.. فاكد لي هويته .. فقلت له ان لا يتركني ابدا لانني اثق فيه.. قامو بنقلي ثم اتت سيارة الاسعاف بسرعة نحو الطنطان .. ارسل مستشفى الطنطان فريقا اتى الي و انا في الطريق حيث قامو بالاسعافات الاولى الضرورية.. في المستشفى قاموا بكل شيء يمكنهم ان يقوموا به.. لن انسى جميلهم ما حييت.. سمعت صوت والدي في ردهة المستشفى.. استجمعت كل ما املك من قوة لكي اكلمه بحزم و اؤكد له انني على ما يرام والله يعلم مدى جهلي بحالتي.. فعلت ذلك لكي لا يجزع.. و هو الرجل المؤمن الصادق الصدوق... كان جل تركيزي متوجها الى طبيبة الانعاش .. هي من طمأنتني (بلغتنا نحن الاطباء) على انني سأعيش.. وليس هناك خطر ...تحلق حولي الممرضون و قسموا المهام بينهم... تلك اللحظة شعرت بما يشعر به مرضاي الذين اجري لهم العمليات... اتى السيد عامل الاقليم.. استجمعت قواي للمرة الثانية لاكلمه لانتي اعرف جيدا مدى تأثره و حزنه .. كان معه فريق عمله باكمله.. كذلك اتى منتخبو المجالس باكملها... كنت اسمع نقاشهم عن نقلي للعلاج .. قبل ان يتقرر نقلي الى المستشفى العسكري و من ثم الى الرباط... تبعني موكب سيارات من طانطان الى كلميم ( علمت بهاذا فيم بعد ) و طوال الطريق قامت فاطمة الزهراء و عبد الله بتثبيت راسي مخافة الارتجاج..قامو بمجهود خرافي ساظل ممتنا لهم ما حييت... استقبلني عند المستشفى العسكري والدتي ... كنت مشفقا عليها لكنها كانت قوية الحمد لله و من نبرة صوتها شعرت بالاطمئنان..اتو اخوالي مهرولين للاطمئنان علي و كل افراد الاسرة بكلميم.. كان في انتظاري السيد المفتش الجهوي و مندوب الصحة بافني و مدير مستشفى كلميم و ممثلون عن المديرية الجهوية مدير المستشفى العسكري و السيد الكاتب العام لولاية كليميم.. و مسؤولين اخرين اشكرهم لان المقام لا يسع لذكر الجميع قامو جازاهم الله خيرا بكل الواجب.. اجريت الفحوصات و السكانير و كان بمعيتي الدكتور محمد الشيخ المختص في الانعاش يطمئنني بان الحالة مستقرة و بان العين اليمنى هي الوحيدة المصابة..صديقي عبد الخالق لم يفارقني منذ الوهلة الاولى .. تبعني الى المستشفى العسكري كأنني فرد من عائلته... نتيجة الفحص اثبتت اصابة بالغة في العين اليمنى .. اتصلت بالبروفيسور بلمكي و الدكتور الصالحي و الدكتور الحافظي.. و تقرر الذهاب الى الرباط.. و تلكم رحلة اخرى..ابتدأت باستقبالي خالي الحاج حافظي السباعي عبد الله مع الثالثة صباحا... اشكر الله و لوالدي و لطاقم مستشفى الشيخ زايد بالرباط الذين ابانو عن حرفية عالية بالخصوص البروفيسور بلمكي الدكتور الحافظي و الدكتور الصالحي و البروفيسور بالخدير و ممرضة الانعاش ...اشكر السيد العامل و السيد الوالي وكل ممثلي السلطة و الهيئات المنتخبة بدون استثناء.. اشكر الطاقم الطبي للمستشفى العسكري و لطاقمي مطاري طانطان و كلميم كلي شكر و امتنان للكم الهائل من الاتصالات التي تلقيت.. و كلي شكر لمن زارني في الرباط .. و لطاقم المستشفى و المندوبية الذي استقبلني بحفاوة بالغة عند رجوعي الى الطنطان...شكر خاص للحاج العرنوز و لعبد الله حافظي لفاطمة الزهراء الحداد و لحنان.. و لملاك احمد و ليحيى ايوب...مرة اخرى اشكر الله.. لان رحلتي مع الجراحة لم تنته بعد..
طانطان 24